دريم وركس – أنتجوا فيلمين في سنة و سابقا فيلم كل اربع سنوات

شركة دريم وركس هي احدى أشهر الشركات في امريكا لانتاج الرسوم المتحركة و لها أعمال حصدت الكثير من المليارات و منها: Kung Fu Panda 1 and 2، How to Train Your Dragon و الفيلم الذي كان نقطة تحول بالنسبة للشركة: Spirit – Stallion of the Cimarron.

لقد استغرق انتاج فيلم Spirit – Stallion of the Cimarron ما يقارب اربع سنوات و قد كان الفيلم الذي دمجت فيه شركة دريم وركس التقنيات الرقمية بالطرق التقليدية لانتاج الرسوم المتحركة. بالرغم من ذلك الدمج إلا أن انتاج الفيلم استغرق وقتا يقارب انتاج الفيلم بالطرق التقليدية و هذا أمر متوقع بما أنه الانتاج الأول من هذا النوع بالنسبة لهم و بالتالي لم يكن لديهم تراكم كاف من المصادر و الخبرات. في ذلك الوقت لم يجد من يفضلون الطرق التقليدية فائدة عظيمة في استخدام التقنيات الرقمية و لذلك أهملوها، لكن السنوات المقبلة ستثبت خطأهم.

عند الوصول إلى كونجفو باندا كان تراكم الخبرات و المصادر لديهم وصل إلى حد يمكنهم من انتاج فيلمين في العام و ما كان هذا ليكون ممكنا لولا التقنيات الرقمية. لقد أدى هذا إلى تقليل مصاريف انتاج الرسوم المتحركة بقدر كبير و ضاعف دخل الشركة عدة أضعاف. هل يكفي هذا لإثبات خطأ من أصروا على انتاج الرسوم المتحركة بالطرق التقليدية؟ و هل هذا كاف لإثبات أن ليس كل رأي لخبير يجب اتباعه و كأنه الحق و لا حق غيره؟

لنعد في الزمن إلى عام 1992 حيث كانت التقنيات الرقمية المتوفرة كافية لانتاج الرسوم المتحركة سواء ثلاثية الأبعاد أو ثنائية الأبعاد. لكن دريم وركس لم تستغل تلك التقنيات الا بعد عشر سنوات!! و كذلك الحال بالنسبة لأكثر الشركات.

هناك حقيقة مريرة في عالم التقنيات الرقمية و هي أننا متأخرون عشرات السنوات في استغلال تلك التقنيات و هذا ينطبق على الغرب قبل أن ينطبق على العرب. لقد كان ذلك أحد الأسباب التي دعتنا إلى تقديم مشروع “مراكز المهن الرقمية” الذي سيجعل المهن الرقمية مهنا للجميع و تمارس من قبل الجميع ذكورا و إناثا و ذوي احتياجات خاصة مما سيكون له أثر في تسريع تنمية المجتمعات لتتمكن من اللحاق بركب التطور العظيم في العالم الرقمي.